24 sept. 2010

*العَيْن التي تَرى

*

تحاول أن تسير دون أن تنزلق، كما حاولتَ دائما. عيناك لا تحيدان عن الرصيف الأبيض وحذاؤك يطفح بالثلج رغما عنك. تملأ عينيك صورُ الأحباء الصغار الأباعد: إيمان، هدى، عصام... ينِطُّون عبر دائرتَيْ عينيك في نزق طفولي. يدعونك أن تعود سريعاً، ثم يغلفهم ضباب له طعم الدمع المالح والثلج. تجهد نفسَك في نسيان هذه الصورة وتخطو، تخطو، وأشدُّ من هذا الصقيع صقيعٌ يستوطن كلَّ دواخلك. ودواخلك كانت منذ قليل تغلي. منذ كثير كانت تغلي وتشتعل. بالغضب أحيانا كانت تشتعل، وأحياناً بالحنين إلى الوطن الذي لا يأتي.

"ما الوطنُ؟" تسأل نفسَك.

وتقول لك نفسُك: أُفٍّ من هذا