12 févr. 2010

CASABLANCA

Texte du recueil "Souffles Mixtes"
*
*



Pourquoi cette ville au seuil de sa ménopause m’habite ?
Qu’a-t-elle à m’engloutir ainsi ?
Serait-elle jalouse de Lyon qui m’abrite ?

Elle lâche ses pots d’échappement à mes trousses
Et ses chauffards me volent la vie
Pourquoi oublie-t-elle que j’existe ?
Que me reproche-t-elle au juste ?

Animée malgré ses

7 févr. 2010

بوشعيْب الگاوْري

لم نصدق نحن صغار الحارة أن يحصل لبوشعيب ما حصل له وأن نُحرم، هكذا، بين عشية وضحاها، من اللهو مع كلبه "ديك" والجري وراءه وهو حاثٍ على كرة التنس بين شدقيه، ملؤه النشوة والسعادة، وكأنه يسخر منّا في قرارة نفسه، نحن أولئك الأطفال المغاربة الصغار الذين لم يسبق لهم أن رأوا كلباً رشيقا وذكيا مثله آت من بلاد العجم.

فجأة ذات صباح من صيف تلك السنة من السنوات الأولى لسبعينيات القرن الماضي استيقظنا وكأن لا شيء كان! كانت الساحة الواسعة المحيطة بسينما السلام صامتة، حزينة على غير العادة، أو لعل هذا هو على الأقل ما أحسسنا به، نحن الأطفال الذين حرمنا من متعة دامت عدة شهور.

ماذا حصل؟

**

*

بوشعيب

**

*

كان بوشعيب شابا في بداية الثلاثين، طويل القامة قوي البنية، وسيماً، من رآه يقول: "هنا نْباتْ"، يكفي أن تراه لتصاب بنوع من الرهبة والخوف من أن يطالك منه سوء، ولذلك أطلقوا عليه تسمية "بوشعيب الكوسطو". غير أنه في حقيقة الأمر كان ضعيف الشخصية، طيبا في العمق رغم مظهره الذي يبث الرعب ويبعث على الاحترام. ولعل ذلك ما جعله يختار مرافقتنا نحن الأصغر منه سنا بأعوام كثيرة عوض معاشرة أقرانه الذين كان ينفر منهم بشكل غريب. كنا إلى حد ما إخوانه الصغار وكان أخانا الأكبر الذي يسلينا ونتسلى به ومعه رغم أننا كنا نؤدي ثمن تلك التسلية نقدا وعدّاً. حينما كان الواحد منا مثلا يتغيب عن المدرسة خفية عن والديه كان يرافقنا لدى المدير متقمصا دور الأخ أو ولي الأمر وننجو هكذا من عقوبة مزدوجة: غضب الأب وتوبيخ المدير. أكثر من ذلك: كان لا يتردد في الدفاع عنا خلال المعارك التي يشنها علينا أطفال بعض الحارات المجاورة، وكان يكفينا الظهور برفقته لكي ننعم بالسلم ونصبح مرهوبين من طرف مَن كان يريد بنا شرا من أبناء الأحياء المجاورة. ثمن كل ذلك؟ كنا فقط ملزمين بتأدية قطعة نحاسية بقيمة "عشرة دريال" للواحد، الشيء الذي كان يوفر له علبة سجائر من نوع "كازا" وقارورة بلاستيكية من النبيذ الأحمر.

منذ أن غادر بوشعيب مقعد الدراسة بعد أن كرر القسم الخامس من التعليم الابتدائي لم يمارس أي عمل يُذكر، ظل كذلك شأنه معنا ومع من سبقونا وكبروا، أما في حالة الأزمات الشديدة فكان يمد يده لإحدى أخواته الأربع التي تعمل في معمل النسيج أو ـ وهذا ناذرا ما كان يحدث ـ لأبيه الحاج بوبكر الذي بعد تقاعده من معمل السُّكّر كان يمارس حرفة الفقيه الذي تؤمه العجائز والعوانس وكل من كان في نفسه ضرر لكي ينعم بتميمة تجلب له السعد وتمكنه من نيل المُراد والمُبتغى.

لكن حدث ذات يوم أن تركنا بوشعيب كالأيتام وغبر.

**

*

الحاج بوبكر

**

*

كل سكان الحارة بل سكان حي البرنوصي بأكمله ـ من الذين يعرفونه على الأقل ـ يشهدون له بالاستقامة والورع. ذلك لأنه منذ وفاة زوجته، بينما أطفاله، أربع بنات وطفل، كانوا لا زالوا صغارا يدرسون، ارتأى أن يكرس حياته لهم ولعبادة مولاه. كانت أمنيته أن يراهم ذوي شأن بعد الدراسة وأن يحتلوا أحسن المراتب في المجتمع. لكن هذا الأمل ما فتئ أن خاب مع مرور السنين، فالبنات والولد المُعَول عليه غادروا الدراسة عن غير طواعية، وثقل العبء خصوصا حينما تقاعد الحاج عن العمل من معمل السُّكّر.

ومع ذلك ظل يكافح ويطرق هذا الباب وذاك حتى وجد لأبنته الكبرى عملا في معمل النسيج غير بعيد عن حي البرنوصي، غير فاقد للأمل في أن يرى قُرّات عينيه رفقة الزوج الذي طال غيابه ولم يأت. كان يحز في نفسه أكثر من كل شيء وضعُ الاِبن بوشعيب الذي أصبح رجلا ما شاء الله ولكن رجلا عاطلا بلا شغل مكرسا وقته لأطفال الحي والسيجارة والكأس. بوشعيب كان بالنسبة له كالمرآة التي تعكس فشله كأب صالح أنجب ابنا خارجا عن الطريق. ومع ذلك ظل قوي الإيمان حتى جاء الفرج.

من أين جاء هذا الفرج؟

لو طرح هذا السؤال عن الحاج بوبكر لأجاب: "من عند مولانا" ثم بسمل وحوقل. لكن الصدف إضافة إلى ضيق ذات اليد وضحالة معاش التقاعد جعلا الحاج بوبكر يقرر ذات يوم أن يستثمر مخزونه من الستين حزب التي حفظها من القرآن ويعلن نفسه "طبيبا نفسيا" يعالج بكتابة التمائم بعض الأمراض التي استعصى على أصحابها حلُّها. وهكذا داع صيته في الحي وأخذ الرواد يزورونه من كل الجهات... حتى جاء يوم:

ـ لقد جاءني السعد يا الحاج بوبكر، وذلك بفضلك. جئت إليك لكي أجازيك. أطلب مني ما تريد قبل عودتي إلى فرنسا.

ـ حاشى لله يا رجل. ما أنا إلا وسيلة وكل شيء من عند الله.

ـ ونعم بالله! ولكن آسي الفقيه خصني نكرمك، الفرج جاءني على يديك و...

ـ أعوذ بالله يا رجل...

ثم فكر الحاج بوبكر مليا أمام إلحاح الآخر، وما لبث أن أشرق وجهه وقد تمخض باله عن فكرة رمى بها ساخنة في وجه صاحبه:

ـ شوف يا أخي، إذا كان لا بد من أن تكرمني فاعتق ذاك ولدي أبو الأكتاف، سوف تنقذني هكذا وتنقذه من هذا الجحيم الله يرحم لك الوالدين.

قهقه الرجل وهو يشعر بالارتياح بعد أن أذعن الحاج لرغبته. قال:

ـ لا تضف شيئا آخر يا السي الحاج، والله طلبتها رخيصة، أنت أسعدتني وأنقذتني، والله تتساهل كل خير، أنت وابنك معكم رضا الوالدين، شوف! غدا إن شاء الله تكون الأمانة عندك.

قالها وهرول مغادرا المكان. ظل الحاج بوبكر لا يلوي على شيء، متسائلا، حائرا... الأمانة؟ أية أمانة؟ ماذا أصاب الرجل؟

عاد هذا الأخير في صباح الغد:

ـ اسمح لي يا الحاج بوبكر، تأخرت عليك،كان لا بد أن أعود إلى سطات عند أختي لكي آخذ الأمانة. ها هي يا صاحبي! جئت معي باثنين من فرنسا، واحدة لولد أختي والثانية كنت أنوي بيعها...

ظل الحاج "يبقلل" في عينه غير فاهم شيئا. تساءل:

ـ أية أمانة يا أخي؟ أنا لم أُودعْك شيئا!

ـ هذي "كونتراضا"، عقدة عمل للسي بوشعيب، كنت أنوي بيعها ولكن خيرك سابق يا السي الحاج. الله ينعل أبو الفلوس!

لم يصدق الحاج بوبكر ما يحصل له. انتصب واقفا وعانق صاحبه بحرارة ناذرة و...

**

*

بوشعيب في بلاد العجم

**

*

وكانت كل أمنية الحاج أن يقوم زبونه السابق بتشغيل ابنه في أحد الدكاكين التي يملكها لا أكثر ولا أقل، ولم يخطر على باله أبدا أن يصل كرم الرجل وسخاؤه إلى هذه الدرجة. عقدة عمل في فرنسا قابلة للتجديد في قطاع الفلاحة؟ ذاك حلم لم يساوره أبدا فيما قبل. لا هو ولا بوشعيب. هذا الأخير قفز كطفل من شدة الفرحة وهو لا يكاد يصدق. وكان أول شيء فكر فيه بعفوية قصوى هو "نصرانية شهباء"! يقال إنهن هناك مولعات حتى الجنون بفحولة أكحل الرأس و... و... وأخذ يحلم ويحلم.

أما حلم السي الحاج فسرعان ما أخذ يتخيل ابنه وهو يبعث له بحوالة سمينة كل شهر، أصبح المال يتكدس وأصبح للبيت عدة طوابق مؤثثة بأجمل الأثاث، ثم ها هو الولد المبرور يعود في الصيف خلال العطلة سائقا سيارة البوجو وهي تلمع مُحمّلة بالهدايا والأمتعة... وداعا للدراجة الهوائية التي كان يمتطيها الحاج فتتركه في منتصف الطريق والتي كانت طورا سلسلتها تتكسر وطورا تتقيأ هواء عجلاتها أو تعاني من "الْجُو"، ومرة ها هو المقْوَد يدور في الفراغ ووجب تغييره ومرة ها... و... و...

رافق الحاج "طفله" المحظوظ إلى مكتب الهجرة بعين البرجة للقيام بالإجراءات اللازمة من فحوص طبية وغيرها. وحصل على جواز السفر الذي كان هو الآخر حلما عسيرا آنذاك.

أعطوه في عين البرجة تذكرة سفر عبر القطار حتى مدينة "تولون" في الجنوب الشرقي لفرنسا وزودوه بعلب من المصبرات ليقتات بها خلال السفر.

هاجر بوشعيب.

أما نحن فكنا حزانى لفقدان أخينا الأكبر وحامينا، وطالما رددنا تلك الأغنية الشعبية: "وااااااا شعيبة يا وليدي! وا فين مشات أيامك؟.....".

مر عام وجاء الصيف ومعه أخونا بوشعيب! فرح الجميع إلا الحاج بوبكر، فماذا حصل؟

علمنا فيما بعد أن أحلام الحاج ذهبت كلها أدراج الرياح وسكنه الغضب والسخط على ابنه عوض الرضا عنه والدعاء من أجله. فذات ليلة قبيل الفجر سمع نقرا شديدا على باب البيت يمزق هدأة الليل تلاه نباحٌ غريب. استيقظ وهرول كي يفتح الباب. وجد نفسه أما ابنه بوشعيب الذي صبغ شعر رأسه ليصبح أشقر وهو يحمل حقيبة من النوع الذي يُحمَل على الكتف وبين قدميه كلب من فصيلة "الكانيش". تعانقا. استيقظت الأخوات. تُبودلت الأخبار. وأخيرا طرح الأبُ السؤالَ:

ـ أين تركت السيارة يا ولد؟

صمت بوشعيب برهة قبل أن يرد:

ـ جئت متن القطار يا أبي. السيارات في فرنسا ثمنها غال و... !

وتجهم وجه الحاج. نظر إلى ابنه وهو يخرج من "الصاك" ما أتى به له كهدية: حداء من النوع الذي يستعمل للمشي في الثلج.

كاد السي بوبكر ينفجر غضبا لكنه تمالك نفسه.

ـ واه! عام بنصه وفصه وأنت خدام في فرنسا ولم ترسل لي حتى مجرد حوالة صغيرة؟ تشد زبالة فلوس في الشهر ولم تشتر حتى خرشاشة؟ قل لي أين كنت؟ و...

وقاطعه نباح الكلب.

ـ وهذا "القانع" يا وليدي بوشعيب ما له المسكين؟

ـ اسمه "ديك" يا أبي.

ـ "ديك"؟... إيوى متشرفين آالسي.

استجمع الحاج أطرافه وغادر الصالون إلى غرفته حيث عاد إلى النوم. فعلت البنات نفس الشيء. وفي الصباح، لما استيقظ،، امتطى أول حافلة تقوده إلى خنيفرة عند أخيه السي علال.

في نفس ذلك الصباح وجد بوشعيب نفسه وحيدا كالغريب في وطنه. خرج من البيت فرأيناه وهرعنا إلى ملاقاته أفواجا أفواجا... كان "ديك" ينبح بشكل غريب وهو ينظر إلينا ممتعضا. كان لا يشبه الكلاب المحلية التي تقتات من القمامات المنتشرة في الأزقة، وكنا لأول مرة نرى كلبا نصرانيا جميلا بهذا الحجم. كنا مبهورين حقا!

بُهرنا أكثر لما رأينا بوشعيب عن قرب وهو يتحدث إلينا بالعرنسية وشعره الأشقر المصبوغ يتدلى فوق كتفيه على طريقة الهيبيين. بدأ الحديث عن النصرانية الشهباء "كاترين" وكأنه يستفزنا، نحن الأطفال الذين لم نذق بعد طعم امرأة. كنا لا نرى "كاترين" إلا في الرسوم التي يوفرها لنا كِتاب القراءة ولا نعرف من الحيوانات الفرنسية غير عنزة السيد سوغان.

كان ما استخلصتُه من سيرة أخينا الأكبر بوشعيب الذي أصبح أكثر مَلَكية من المَلك هو أنه لما وصل إلى مدينة "تولون" وبالضبط إلى بلدة في نواحيها كعامل فلاحي في حقول العنب والتفاح لدى "المسيو بيرنار" داخ تماما. وأصابه الدوران في الرأس أكثر لما التقى بـ "كاترين" أرملة السائق السابق والتي تكبره بسنوات عدة، لكنها كانت جميلة ومولعة حتى الجنون بلعب "التييرسي"، الرهان على سباق الخيل، إضافة إلى حبها لبوشعيب وحوالته الشهرية. لذلك، كل مساء، بعد العمل، كانا يقضيان السهرة معا في حانة الألعاب حيث يجري الرهان مباشرة عبر الشاشة. وقبل منتصف الليل يعودان بلا ناقة ولا جمل ليحتويهما السرير حتى الهزيع الأخير من الليل.

مع مرور الأيام أصبحت الأرملة الشقراء هي الآمرة الناهية، ولأن بوشعيب يحب كثيرا "النصرانيات الشهبات" أصبحت تتحكم في راتبه الشهري، هي وكلبها "ديك".

هكذا حدثنا بوشعيب الذي بعد مرور بضعة أيام أخذ يُصاب بالهُزال تماما ككلبه. ولكي يجمع بعض الدريهمات لاقتناء سجائره وقارورة نبيذ إضافة إلى علب السمك التي كان "ديك" يحبها قرر لكي نلعب مع هذا الأخير أن يمنحه كل واحد منا قطعة نقدية بقدر عشرة ريالات في انتظار عودة الحاج بوبكر.

**

*

عودة الحاج

**

*

عاد الحاج وكله ألم وخيبة تجاه ابنه.

وذات مساء كنا نلهو مع "ديك" و بوشعيب يجمع القطع النقدية التي وفرناها له بمشقة النفس، ولما حان الوقت لأن يذهب كل واحد إلى حال سبيله وجد أخونا الأشقر نفسه أمام باب مغلق بعد أن غير له الحاج بوبكر القفل القديم بآخر جديد.

كل ما وجد بوشعيب في انتظاره أمام الباب: حقيبة الكتف وفوقها الحداء الخاص بالمشي في الثلج، تذكرة سفر إلى "تولون" عبر القطار وعلبة سردين للكلب "ديك".

مضت سنوات ولم نر لبوشعيب أثرا.

انقطعت أخباره ولم يعد.

أما نحن فظللنا نردد: "وااااااا شعيبة يا وليدي! وا فين مشات أيامك؟.....".

ولم ننس أخانا الأكبر بعد.

***

*

6 févr. 2010

قنطرة للعبور



*****
نص للصديق الشاعر توفيقي بلعيد.


****



وأنا ذاهبٌ نحو مقصلة

استوقفني وردٌ

وجند خالف الأوامر

وود امرأة انتظرتْ عبوري طويلا

وبعض أناشيد في الطريق...

استوقفتني ذكرياتٌ

وراياتٌ مزقتها المعارك

وعيون أطفال ما تمدرسوا إلا قليلا...

واستوقفتني بشواهدها قبور الذاهبين بعدي...


مرت وجوه نسيتها

ومدائن في الحريق

مرت أشياء تستعصي على النطق

وكمائن المتربصين بالوقت...

تذكرتُ كم مرة أخطأني الموتُ

وكم مرة عاودتُ

وكم مرة عُدتُ من نفس الطريق

تذكرت الأقبية التي، ما مرة، استضافتني

تذكرت...

تذكرت...


كنت أجر خلفي أعواما مسكونة بالعويل

وشوارعَ كنت، مع الأحباب، قد عبرتها

وصداقات كقبض الريح

وما لم تحققه الكلمات

كنت أجر خلفي دربا، من العابرين، لن يستريح...


وأنا ذاهب نحو مقصلة

اكتشفت أنني لا أسير إليها وحدي

كان خلفي، إلى حتفه مجرورا، جلادي

كانت بلادي واقفة تودعني

فابتسمتُ...


********

من مجموعته "منعطفات سائبة"، انظر الغلاف.

انظر ترجمة هذا النص في الورقة التالية.

Une passerelle pour traverser

Poème de:
TAOUFIKI Belaid


Marchant vers la guillotine
des fleurs,
des soldats ayant transgressé les ordres,
l’amour d’une femme qui, longtemps, attendit mon passage,
quelques chants sur le chemin,
m’interpellèrent.

Me retinrent quelques souvenirs,
des étendards lacérés par les guerres
et les yeux des enfants qui ne furent que peu scolarisés.
Me retinrent les stèles de ceux qui viendraient après moi.

Des visages que j’ai oubliés passèrent
des cités en feu…
Il se passa des choses difficiles à prononcer
de même que les embuscades de ceux qui épient le temps.

Je me suis rappelé combien de fois elle m’a raté
la mort,
combien de fois j’avais récidivé,
combien de fois j’avais repris le même chemin.

Je me suis souvenu des souterrains qui, plus d’une fois, m’invitèrent
Je me suis souvenu…
Je me suis souvenu…

Je traînais derrière moi des années peuplées de lamentations,
des rues que j’avais traversées, en compagnie des bien-aimés,
des amitiés semblables à une poignée de vent,
ce que les mots ne purent accomplir,
je traînais derrière moi un quartier inlassable de passants…

Marchant vers la guillotine
je réalisai que je n’y allais pas tout seul
il y avait, derrière moi, emporté vers sa fin, mon bourreau.
Mon pays était debout, me faisant ses adieux
C’est alors que je souris.