الشاعر محمد مشكار
ظننتُ الشاعر فيه قد
اختفى إلى الأبد وترك المكان للباحث في السوسيولوجيا والعلوم الاجتماعية.
التقيت الشاعر فيه
عن طريق الصدفة على قارعة رصيف هذه القصيدة التي بعد أن أتممتُ قراءتها سألته (وفي
نفسي شيء من حتّى): "لِمَن هذا النص الجميل؟". بادرني بابتسامته
المعهودة وهي تتسلل باحتشام وتواضع عبر شاربيه الأبدييْن و... وقاطعتُه: "لا
تقل لي إنها لك!"... حرك رأسه أنْ نَعَم. علّقت باستغراب: "ظننت الشاعر
فيك مات!". قال ونفس الابتسامة لا تفارقه: "الشعر لا يموت يا
صديقي "
انتشلتُ منه النص
لأقدمه لقراء هذه المدونة من قبيل المشاطرة والتقاسُم، على أنني اقترفت في حقه
ترجمة "من صنيعي" لا أعتبرها نهائية (كما هو شأن كل ترجمة) وهاكُم النص وتليه الترجمة المقترحة:
مَلْحمةُ البحْرِ والبَرّ
الدَّمُ عارٍ
إلاّ من دَمارِ القَلْب
وشُحوبِ
المُحَيّا
الشُّقّة
يسْكُنها رأسٌ مَهوُوس
قابِعٌ في
عُمقِ المَغارَة
أَثْقلَتْهُ
هُموم المُحيطِ الأطْلَسيّ
لِلحيِّ
ساكِنةٌ غَريبةُ الجِنْس
طاعِنةٌ في
السِّنّ والزّمَن
للْحَيِّ
هُويةٌ لا تَستَسْلمُ للْقَلق
تَكْشِف عنْ
ولَعٍ جميلٍ بالأُفُق
متَى
يخْضَرُّ الدّمُ
وتَنْسابُ في
عُروقي
مَلْحمَةُ
البَحرِ والبَرّ؟
Mohammed
Mechkar :
L’épopée de la mer et de la terre
Le sang est
tout nu sauf des ruines du cœur
Et de la
pâleur du visage
L’appartement
est habité par une tête tourmentée
Recroquevillée
au fond de la taverne
Les peines
de l’océan l’ont alourdie.
Le quartier a
une population étrange du genre
Ancrée dans
l’âge et dans le temps…
Le quartier
a une identité qui ne cède pas à l’angoisse
Elle révèle
une passion pour l’horizon
Quand le
sang verdira-t-il
Et coulera-t-elle dans mes veines
L’épopée de
la mer et de la terre ?