كنتُ وراء الشُّبّاك متهالكا على مقعدي أتصفّح كيفما اتفق صفحات مجلة قديمة. وبين الفينة والأخرى كنت أُوجِّه الوافدين وروادَ المكان نحو القاعات التي يزمعون إقامة أنشطتهم فيها أو للمشاركة في أنشطة أخرى بدأتْ قبل مجيئهم ببعض الوقت.
كانت وظيفتي في "دار الجميع" العمومية تنحصر في الاستقبال والتوجيه والرد على المكالمات الهاتفية ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال حتى منتصف الليل. وكانت المؤسسة البلدية توجد في حيٍّ بضاحية المدينة يعود بناؤه إلى سنوات الستينات بعد التسع مائة وألف. كان يأوي طبقةً اجتماعية اختلفت أعراقها ومشاربها ومآربها المتواضعة أو الفقيرة. لذلك كان أغلب "زبنائي" من العجزة والعاطلين عن العمل أو الذين هم في حالة اجتماعية خاصة كالفئات التي تعيش على المساعدات التي تقدمها لها مؤسسات الدولة، إضافة إلى المعاقين وبعض المعطوبين في أجسادهم وأدمغتهم...
ثم جاء يومٌ ومعه الاستثناء الذي كسَّر القاعدة!
حصل ذلك حين لفح وجهي عطرٌ كاسح ملأ الأرجاء فجأة فرفعت بصري لكي أتبين مصدره. تجمَّدت عيناي على قوام امرأة في الثلاثين. كان عبيرها يسبقها وهي تتجه نحوي في الجهة الأخرى من شُبّاك الإرشادات. كان صوتها رقيقا دافئا كحلم جميل، كان العذوبةَ نفسَها وهي تستفسرني عن القاعة رقم أربعين حيث تُعطى دروس إضافية لتلامذة التعليم الأساسي، وكانت دروسا تُنظّم كل أسبوع يتكلف بها طلبةٌ جامعيون ومُدرِّسون كلهم متطوِّعون.
وجّهتُها نحو القاعة المذكورة بطريقة آلية وأنا أتلعثم على غير العادة. خلال نفس تلك البرهة الخاطفة -لسوء حظِّي!- كانت عيناي تغوصان في عمق عينيها الخضراوين. من هاتين الأخيرتين كان يشعُّ وميضٌ خلاب ينير باقي تفاصيل الوجه البضِّ. عانق بصري شعرَها الذهبي المقصوص. ارتبكتُ لحظة. سمعتها تشكرني وهي تتوجّه إلى حيث أشرت عليها. ذهبتْ وتركت لي طيبها الفتَّاك وصورة وجهها ذي التقاسيم المرسومة بحكمة وإتقان. سلّطتُ عليها نظراتي وهي تتسلّق السُّلم كغزالة نحو الطابق الأول للمؤسسة. توقفَت عيناي ملِيّا عند ردفيْها السّخيّين الباسمين... ثم انتقلتا إلى ما جاور ذلك.
كانت في مشيتها وكأنها ترقص. وكان جسدها جسداً لا يغضُّ الطّرْفَ عنه إلا أبلَهٌ أو معتُوه! كان قواماً طويلا منحوتا، كلُّ شيء فيه قُدَّ بعناية فائقة، كلُّ شيء فيه يلتزم مكانَه الخاصّ به دون زيادة أو نقصان!
هكذا كَان!
تداعيتُ على المقعد وبتُّ طُعما سائغا للخيالات والتساؤلات. وطفقت أنتظر بشغف غير معهود انتهاء حصة الدروس الإضافية في القاعة رقم أربعين. ومع أن الأمر كان يتعلق بساعتين فقط فقد طال انتظاري وطال غيابها، وبتُّ أخطو هنا وهناك تفاديا للضيق والضجر.
ثمّ حانت الساعة. رأيتها تغادر "دار الجميع" يحيط بها أطفال نزِقون مثقلون بمحفظاتهم. كانت تجيب عن أسئلة بعضِهم بصبر وأناة مبتسمة برقة وعذوبة. غادرتُ مكتب الاستقبال والإرشادات وأخذتُ أخطو في الساحة متظاهرا باللامبالاة وأنا أغرز فيها نظراتي خلسة. ظللت أراقبها رغما عني حتى أصبحت خارج المؤسسة وتوارت عن الأنظار.
عدتُ إلى المكتب مثقل الخطوات ساهما شاردا وفي داخلي توطَّدَ عزمٌ لم أتخذْه طواعيَّة: أن أَعرِف تلك المرأةَ عن قُرب! أن أذوقَ طَعمَها إنْ عاجلا أو آجلا! لا بُدّ.
ولكن كيف؟
سألتُ نفسي هذا السؤال وقد ارتسمتْ من جديد في ذهني صورة "لطيفة" زوجتي التي تخيَّلتُها ترميني بنظرات لوم وعتاب وكأنها وجدتني في حالة تلَبُّس قصوى. ومع ذلك... مع ذلك لم يتغيَّر من العزم أيّ شيء!
"يا لك من خائن يا...!".
هكذا قلت مؤاخذاً نفسي وأنا في طريق العودة إلى البيت.
خلال المسافة التي تفصل هذا الأخير عن مقَرّ عملي كان عطرٌ فتّاك يملأ السيارة، وكان يرافقني طيف امرأة أخذت مكانها على يميني. كانت تنضح طيبا وتشع حُسنا. كانت صامتة، وكنت وحدي مَنْ يغوص في الكلام والثرثرة والأحلام. أما "لطيفة" فقد كانت تطل عليّ بين الفينة والأخرى وترشقني في صمتٍ بنفس النظرات اللوّامة الغاضبة.
لما احتوانا البيت من جديد استغربتْ لتعلُّقي بها كما لو كنّا في بداية حياتنا الزوجية. سألتْني باندهاش:
- ما بك؟
- أحبكِ يا عزيزتي، هذا كل ما في الأمر. أليس من حقي أن أحب زوجتي متى أشاء وكما أشاء؟
- بلى، بلى... فقط ليس من عادتك ذلك. ولكن لِمَ لا؟
ضمّتْني إليها ببراءتها المعهودة ثم أضافت:
- تقبَّل تحيات أمِّي. لقد قمت بزيارة أهلي هذا الزوال. كانت أختي “زينب” تعاني من بعض الحمّى هذا اليوم فقمتُ بالواجب.
طوَّقتْني بذراعيها ونامت. أما أنا فلم أنَم إلا في وقت متأخر من الليل. كنت أفكر في أشياء غير محددة. انتابتني خيالات وهواجس شتى.
انعكست في ذهني صورة "زينب" أخت زوجتي. كنت قد صادفتُها قبل ساعتين من الالتحاق بمقَر عملي في نفس اليوم وهي تغادر الحافلة متجهة إلى محطة الميترو لتلتحق بإعدادية "فيكتور هوجو" في وسط المدينة حيث تتابع دراستَها الثانوية. هرولتْ نحوي وتبادلنا التحية والأخبار. لم يكن بها لا حُمّى ولا هم يحزنون. من يدري؟ لعل مكروهاً أصابها فعادت إلى البيت في الضاحية الشرقية للمدينة.
أسِفتُ لحال "زيْنب" وأسلمْتُ نفسي إلى انشغالاتي الداخلية الطارئة محاولا أن أنام. زارني طيف صاحبة العطر الكاسح مرة أخرى. أخذتُ أفكر في كيفية الوصل والوصال والتواصل والـ...
والخيانة!؟
تبرّمتُ منْزعِجا وقررت أن أنام مستعيدا بالله لاعِنا الشيطان الرجيم...
أحسسْت بأصابع "لطيفة" تداعب شعر رأسي. كانت تلك طريقتها في إيقاظي من النوم بلطف ورقة كما لو كنتُ طفلا. سمعتها تقول:
- استيقِظ أيها القط الكسول. إنها الحادية عشرة صباحا. ليس من عادتك ذلك، ماذا أصابك؟
انتفضْت في الفِراش واستجمعْتُ أطرافي متصنِّعا بعض التذمُّر. وما كان مني بعد ذلك إلا أن أبديْت لها رغبة وحبّا لا سابق لهما. استغربَتْ لذلك ثم قالت وهي تتنحّى عني جانبا مندهشة:
- لقد أصدرتَ شخيرا على غير عادتك! وقلتَ كلاما غير مفهوم خلال نومك! هل أنت مريض؟
- أنا مريضٌ بك يا حبيبتي. كم أحبك!
قطّبت ما بين حاجبيها وهرعت إلى تحضير الفطور كما لو كانت تهرب مني وتتفاداني بلباقة واضحة.
اغتنمْتُ فرصة صدِّها لي ونفورها الذي لم يكن له من مبرِّر وأخذتُ كامل وقتي للتفكير فيما سيحصل مساء ذلك اليوم في مقر الشغل.
كانت إدارة المؤسسة قد قررت -على غرار السنوات الفارطة- إقامة حفلٍ بمناسبة حُلول السنة الميلادية الجديدة. كانت الدعوة موجّهة إلى الجميع ابتداءاً من الساعة السادسة والنصف بعد الزوال. ثم إنني أخذت أتساءل في قرارة نفسي: هل ستشارك في هذا النشاط الاجتماعي صاحبتي التي استحوذت عليَّ ولم أعد أفكر إلا فيها؟ وضرَّني أنها إذا ما غابت عن الحفل فلن أرَها إلا بعد أسبوعين طويلين حيث تغلق "دار الجميع" أبوابها بسبب إجازة رأس السنة. لهذا كنت أدعو في داخلي ألاَّ يحصل ما يخيّب ظني، وفي الوقت نفسه كنت أبحث في ذهني عن خطة ناجعة تجعلني أقترب منها، وتجعلني -لِمَ لا؟- من المقرَّبين إليها... وربما أكثر إذا ما سهَّل الله الأمور!
حلّت الساعة السادسة وأخذ الزوار يتوافدون على المؤسسة ويملأون الساحة التي وُضعت على طاوِلاتها أنواعُ المشروبات وأطباق الحلويات وغير ذلك...
مرّت الثواني والدقائق الطويلة وأنا أنتظر بشغف وصبر أن تُشرق طلعةُ صاحبة العطر الساحر الذي كان لا يزال يغمُرني رغم أنف "لطيفة". كنت أعدُّ الوقت عدّا. مرّت ساعة، ساعتان... غدَت البناية العمومية مليئة بالبشر. كنت أتسلل وسط الزحام بحثاً عن وجهٍ ما. كان لا وجود له إلا في خيالي. غمرَني اليأس من حضورها وأخذتُ أداري نفسي مهيِّئاً إياها لتقبُّل الحقيقة. هذه الأخيرة كانت هي أنني لن أستنشق ذلك الطيب وأنني لن أرَ صاحبته إلا بعد أيام ما أطوَلَها!
يئستُ إذاً ورضخْت لسُنة الأمر الواقع. انسحبت إلى ركن معيَّن وخضت في ثرثرة مع بعض العجائز من سكان الحيّ. كان الحديث لا رأس له ولا عقب. كنت فقط أبحث عن النسيان وأبغي تفادي الانتظار... وفجأة أحسست بعطر أليف يدخل خياشيمي رويدا رويدا ثم يكتسحني عن آخِري بالتدريج. التفتُّ على يميني مرتبكا مرتعشا. كانت صاحبتي هناك تتابع مجرى الحديث وهي تنصت إلينا باهتمام. التقت عينانا فابتسمت وحيّتْني. فعلتُ نفس الشيء وأنا أردُّ عليها التحية بحرارة واحتفاء كادتْ تستغرب لهما. ويبدو أنني قلت لها شيئا ما لأنها لم تسمعني فاعتذرتْ برقة ووداعة وهي تقول:
- عفواً، لم أسمع شيئاً. إنّ أذُني اليمنى هذه معطَّلة بشكل نهائي. كأنها مجرد ديكور!
قالت ذلك وهي تضحك، ثمّ غيَّرتْ موقِعَها بجانبي حيث أصبحت أذنها السليمة اليسرى مُوجَّهة نحوي. كنت في نفس الوقت قد التقطتُ أنفاسي وقررت ألاّ أدع الفرصة تضيع مني وتفلت من بين يدي هذه المرةّ. قررتُ أن أضغط على دواسة البنْزين في مُحرِّكي الداخليِّ. ولعلّ عطرها أثْملَني فجنح بي الخيال والكلام ونشطت حبالي الصوتية وأنا -كالمتفقِّه العارف- أخوض في الحديث عن الصّمَم وأنواعه وأسبابه والأُذن الخارجية والوُسطى والداخلية وطبلة الأذُن وقناة أوسطاش والعُظيْمات وما قد يصيب كل ذلك من خَلل عرَضي أو أبدي... ثم بعد هذا تطرَّقتُ إلى مدى تقدُّم العلم والطب في التصدي للآفات التي تطال تلك الأعضاء السمعية محاولا في نفس الوقت أن أمارس تأثيراً ما على صاحبتي و... إلى أن قاطعتني وهي تنظر إليّ باندهاش مع نفس الابتسامة والرقة الممزوجة بنوعٍ من الانبهار:
- مِن أين لك كل هذا؟ هل درستَ الـ...
- لا. كل هذا يوجد في الكتب والمجلات المختصة. ثم إنني نصف أصمٍّ مثلك والأمر يهمُّني كما ترين!
وكطفلةٍ أطلقتْ ضحكة خجولة، ضحكة اختلفت بين السرور والاستغراب، وكأنها لم تصدق أنني كنتُ أحَدَ "زملائها في العاهة". سألتْني لكي تتأكد مزيدا:
- صحيح أنك...؟ الأذُن اليمنى مثلي؟
حرّكتُ رأسي مؤكِّدا لها وأنا أبتسم أن الأمر صحيح. كأنني في نفس الوقت كنت أطمئنها على أنها لم تكن وحيدة في خوض تلك المعاناة.
الحقيقة؟
الحقيقة هي أنني أستطيع سماع حركة النمل على بُعد أمتار، وأُذناي سليمتان معافاتان مائة بالمائة والحمد لله. لست أدري كيف صدر مني ذلك الكلام ولا كيف خرج من بين شفتيّ. بورك في الذي قال إنّ الغاية تبرِّر الوسيلة، وعلى أية حال فهذا ما حصل ولا مؤاخذة!
تأكدْتُ في نهاية المطاف أنها ذاقت من الطُّعم واستحْلتْه، ثم أخذت تطلب المزيد. حينذاك توقّفْت عن الكلام المباح وأنا أكاد ألهت وريقي يكاد ينضب. أخذتُ أنصت إليها، وكلما أنْهَت موضوعا استدرجتُها إلى آخر...
كان رواد "دار الجميع" ينتقلون من ركن إلى ركن، يشربون ويأكلون ويلهون ويمزحون. وكنّا -هيّ وأنا- منعزلين في زاوية نتجاذب أطراف الحديث وقد زالت بيننا الكلفة والمجاملة. قدّمتْ لي نفسَها وقدّمتُ لها نفسي:
- إسمي "أُوريلْيا". أعمل سكرتيرة في إحدى الشركات، مُطلقة وليس لي أولاد. أهفو إلى حياة جديدة وسط الناس العاديين الطيبين والبسطاء. لذلك اخترت أن أخرج من عزلتي وأفكّ عن نفسي قيود الوحدة. كان أول ما ارتأَيتُ في هذا الصّدد أنْ ألجأ إلى هذا الحيّ الشعبي للمساهمة في إعطاء دروس إضافية لأطفاله رغم أنني أُقيم في حيٍّ آخر ميسور الحال...
- إسمي "محمَّد". مهنتي تعرفينها قبلاً. مواطن من أصل مغربي، أقيم في فرنسا منذ زمن طويل. غير متزوج ومن ثمة لا أطفال لي. لا أملك هاتفاً في البيت (!؟)... أهوى قراءة الكتب وأُحب النساء الجميلات والعطور الناذرة كعطرك هذا...
هكَذَا !
"مسخوط صافي!"، هكذا قلت في نفسي لنفسي.
انتهى الحفل وكأنه مرّ في رمشة عين...
- هل نلتقي غداً؟
- لِمَ لا؟
من اتخذ البادرة وقام بدعوة الآخر؟
لا أدري. لا أعرف ولم أعُد أذكر. حصل كل شيء بصورة عفوية. ربما كانت هيّ، ربما كنت أنا. ولكن ما أهمية ذلك؟ المهم هو أن ما حصَل حصَل وهذا هو الأساس، أليس كذلك؟
لمَّا كنت عائدا إلى البيت، قبيل منتصف الليل، كنت أحوم في عالمٍ آخر، كنت أحلق في سماوات بعيدة وكأن السيارة تحولت إلى طائرة أو بُراق. لم تكن "أُوريلْيا" جالسة بجانبي على المقعد الأيمن، بل كانت تحتلُّ هذا الأخير صورة "لطيفة". كانت غاضبة لائمة مُعاتبة، وكنتُ أفكر في نهار الغد الذي كان أول يوم من إجازة رأس السنة. كنت أبحث عن عذر مقبول يجعلني أتملص من زوجتي بلباقة لكي أهرع إلى لقاء "أُوريليا". تقدَّمتْ أمامي عدة حلول واحترتُ في الاختيار...
صادفتُ "لطيفة" أمام باب العمارة حيث نُقيم. كانت آتية تهرول تحت قطرات المطر وكأنها في حالة استنفار. وأنا مُنكَب على فتح الباب الرئيسي للإقامة السكنية سمعتُها تسألني بنوع من الاستغراب كما لو كانت تؤاخذني:
- أراك عُدتَ باكراً من العمل هذه الليلة!
أجبتها وأنا أفكر في نهار الغد:
- لقد انتهى الحفل وتفرّق الناس... غير أنني سأعود إلى المؤسسة غدا بعد الزوال... هناك اجتماع طارئ سنحضِّر فيه لفترة ما بعد العطلة السنوية... وقد أعود إلى البيت في ساعة متأخرة على غير العادة.
قالت مُجيبةً على سؤال لم أطرحْه:
- تقبَّل تحيات أهلي. أنا عائدة مباشرة من هناك. كانت أختي مريضة بعض الشيء فقمت بالزيارة هذا المساء.
كانت مُتعبَة ومُرهَقة إلى حدِّ أنها، ونحن في البيت، التجأتْ توّا إلى غرفة الحمّام. استحمّت بسرعة ثم ارتدتْ مَنامتَها الحريرية كيفما اتفق وأسلمَت بعد ذلك نفسَها لأحضان "مُورفيوس". ساءني حالها وأنا في الصالون أفكر فيها وفيما حدث وسيحدث. أحسستُ بنوع من الذنب وبتيار غريب يجرفني نحوها لكي أعتذر عمّا لم أفعله بعْدُ ولكي أحبَّها أكثر من السابق و...
وهرعتُ إليها ذات لحظة لمؤاساتها والاطمئنان عليها. حاولتُ إيقاظها ولكن دون فائدة. تلوَّتْ في الفراش بعصبية ورجَتْني أن أدعها تنام. أذعنتُ للأمر ونمتُ وأنا أفكر فيها. كان بقربي طيف "أوريلْيا" التي فتحت لي ما بين ذراعيها واحتضنَتْني فَنِمتُ على صدرها بينما كانت "لطيفة" تُولِيني ظهرَها و عجيزتها الضخمة وهي تغط في نوم عميق.
في نهار الغد، لما كنتُ أستعد للالتحاق بمقر عملي (!) كانت زوجتي ترمقني بنظرات لأول مرة لم أفهم معناها. كانت شاحبة صامتة على غير العادة. قلت في نفسي: "لعل حاسّتها السادسة قد فقهت وكشفَت ما أنا مقبل عليه، ولم تنْطَلِ عليها كذبتي... كذبتي البيضاء!". فكرْت في التراجع عن المشروع، ولكنني لم أستطع ذلك. كانت هناك قوة غريبة في داخلي تدفعني إلى لقاء "أُورِيلْيا".
وجدتُ هذه الأخيرة في انتظاري بساحة "مقهى الرُّون". كان الجو عذباً يبعث الانشراح في الصدر. رأيتها شبه متداعية على المقعد مُوجِّهةً وجهَها البضّ نحو السماء لكي تداعبه خيوط شمس خجولة تظهر طورا وتختفي طورا. كانت بشوشة باسمة بينما كانت عيناها مغمضتين وقد أسلمتْ نفسها إلى عالم آخر جميل. لما اتخذتُ مكاني أمامها انتفضتْ فجأة كقُبَّرة مرتعبة، ثم وقفتْ وعانقتني بحرارة فوجئت لها. قالت:
- حين يكون الجو حلوا ينعكس ذلك على نفسي. أحس بأنني سعيدة، سعيدة جدا. وأنت؟
ودون أن تنتظر جوابي أضافت ضاحكة:
- أنا هنا منذ حوالي ربع ساعة. لم يأت النادل بعد لتلبية طلباتي. هه... هه... لعله أتى ولم يتجرأ على إزعاجي. لقد كنت غائبة تماما عن هذا العالم. كم أحب الشمس!... فكَّرْتُ فيك، في الشرق وفي البلاد العربية المليئة بالشمس والشعر والأحلام. أنتم محظوظون كثيراً يا مُحمّد.
كانت أكثر أناقة وأكثر جمالا، كانت تتكلم بعفوية وطلاقة كطفلة، وكان عطرها الْمُسكِر يغمرني. تجاذبنا أطراف الحديث الذي انطلق من موضوع الجوّ المعتدل وعرَّج على "شمس العرب التي تسطع على الغرب" (!) والشعر والخطابة والموسيقى والضيافة والكَرَم والبترول والغاز الطبيعي وأمريكا والسَّاسة والحكام والرؤساء والوزراء مدى الحياة و... وانتهى بنا الأمر إلى الحديث عن العزلة والوحدة. قلت لها بأن الوحدة حقّاً قاتلة وأن حياة العزوبة جحيم، وأنني لم أجد بعد نصفي الثاني الذي طال بحثي عنه صبحا وعشيّا، وأن المرء يجب عليه أن يضرب الحديد ما دام ساخناً لأن الوقت يمر بسرعة لا نحس بها إلا ناذرا وأن العُمر قصير مهما طال، ومن ثمة وجب أن نغتنم الفرصة لإسعاد أنفسنا وتحقيق رغباتنا كيفما كانت و... وفي خضم الكلام كان يطل عليَّ بين الفينة والأخرى وجه "لطيفة" التي كانت تقول لي: "ألا تخجل؟ احتشم قليلا يا هذا!". وكنت كلما حصل ذلك أفرك عينيّ كأنْ لأمْحُوَ صورة زوجتي ثم أستمر في الكلام المباح. كنت أستشهد ببعض أبيات الشعر والأقوال العربية المأثورة، وكانت "أُوريلْيا" مشدوهة ومنبهرة. سمعتها ذات لحظة تقول لي بنوع من الإعجاب:
- إنك تتكلم لغتنا بشكل جيد!
- إنها لغتي أنا أيضاً. لستُ دخيلا على هذه اللغة، بل هي التي دخلتني منذ الصغر. تعلمتُها في المدرسة في نفس الوقت الذي بدأتُ أتعلم فيه اللغة العربية.
ظلت تنظر إلي بعينين حالمتين ثم قالت بسذاجة:
- محمّد! هل أنت شاعر؟
- لا، ولكنَّ مَن يَسبَح في غدير عينيكِ قد يصبح إمّا مجنونا أو شاعراً فريداً.
ابتسمت واحمرت وجنتاها. قلّبت أوراقا كانت في حوزتها وقالت:
- لقد حضَّرتُ برنامجا لأُمسيتنا هذه. في البداية أقترح عليك أن نشاهد فيلماً هزليا نال جائزة هامة في مهرجان "كَانْ"، بعد ذلك نتناول طعاما في مطعم من اختيارك، وحبَّذا لو كان الطعام كُسْكُساً مغربيا. إنني أحبه كثيراً.
طاوعتُها واتجهنا إلى قاعة السينما حيث كانت الساعة تشرف على السادسة مساءاً. سبقتها إلى الشُّباك وحجزتُ مقعدين لمشاهدة الشريط الذي لم أكن أعرف حتى عنوانه والذي كان أثار حماسها وإعجابها تبَعاً لما سمعَتْ وقرأتْ عنه في الجرائد والمنابر المختصّة.
داخل قاعة العرض وجدنا نفْسَينا نبحث معا عن مكان منعزل في ركن يوفر لنا قليلا من الحميميَّة. تسنَّى لنا ذلك واستطاعت "أُوريلْيا" بعفوية ولباقة أن تجعلني أجلس على يَسَارها حيث أذنُها السليمة. خمَّنتُ أنها فعلت ذلك حتى تسمع ما يمكن أن أهمس لها به كملاحظة أو تعليق خلال عرْض الشريط. وفكرْتُ أيضا بأنها كانت أنانية نوعا ما، لأنها نسيَت أو تناست أنّ أذني اليمنى كانت عاطلة عن العمل -كما ادعيْتُ من قبل- ومن ثمة "لم يكن بمقدوري طبعاً أن أسمعَها" هيّ إلا إذا أدَرْتُ رأسي نحو الخلف عارضاً أُذني اليسرى قرب فمِها لكي ألتقط ما تقول. وتلك طبعا كانت وضعية غير مريحة. سامَحها الله الذي حمِدتُه على سلامة أُذني اليمنى، وتبَعا لذلك لم أكن مجبرا على القيام بحركات من رأسي تبعث على الضحك أو الرثاء.
انطفأت الأضواء وأخذت الصور المتحركة تنعكس وتَمُرّ على الشاشة البيضاء. كان يغمُر القاعة حينا بعد آخر ضحكٌ جماعي وقهقهات، وأحيانا كان يسود صمتٌ وهدوء لا يُعَمِّران طويلا. كانت "أُوريلْيا" بشوشة سعيدة. إلا أنها سرعان ما تجهَّمت فجأة وأحسسْتُ بها تتقلّص وقد أمسكَتْ يدُها اليسرى بيدي اليمنى. حصل ذلك أثناء مشهد يعكس مطاردةَ الشرطة مَتْن سيارتهم لأحد النصّابين الذي كان ممتطياً دراجته النارية. فقدت هذه الأخيرة توازنها ذات لحظة فانزلقَت بشدة وتدحرجَت مما جعل رفيقتي تقفز في مقعدها. تقزَّزتْ أكثر حين رأت بقع الدّم و... وضغطتْ بيدها على يدي كما لو كانت تطلب النجدة. عَبْر يُسْراها أحسسْتُ بحرارة جسدها تنتقل إليَّ وتغمُرُني عن آخِري. شعرتُ بكثير من الدفء والـ… والـ... وهلُمّ جرّا.
انتهى المشهد العنيف وفُسح المجالُ للهزل والتسلية. هدأت "أُوريليا"، ولكن يدها ظلّت تقبض على يُمناي. أخذتُ أداعب أصابعها بوداعة ورفق مصطنِعا في نفس الوقت وضع مَن يشاهد الفيلم بتركيز واهتمام. أخذَتْ تفعل نفس الشيء وهي تضغط على أصابعي بحنان ورقَّة. أحسسْتُ بأنني أحلِّق في سماء أخرى بعيداً عن تلك القاعة المظلمة. كان شريطٌ آخر يدور في رأسي ويستبدّ بتفكيري. جمح بي الخيالُ ورأيتُني خارج الصالة المعتمة رفقة صاحبتي. كنا نسير في الشارع هادئين مسرورين ونحن نتبادل الآراء حول الفيلم الذي شاهدناه. عبَرْنا الشوارع والأزقة والساحات، وتناولنا طعاماً مغربيا في مطعم مَغارِبي. كنا كما لو أننا نعرف بعضَنا منذ دهر. انفصمت الحدود وتكسرت الحواجز، وجرَّنا الكلام إلى مزيد من الكلام. غيْر أنني خلال كل ذلك كنتُ أحس بوجود شخص ثالث يترصَّد خطانا. لا أعتقد بأنني توهّمتُ شيئا، فليس من عادتي ذلك. ولكنْ كان لديّ يقين بأنّ هناك مَن يراقبنا ويقتفي أثرنا ويعكِّر صفو راحتنا وهدوء سهرتنا. ولما أشرَفَت هذه الأخيرة على الانتهاء غادرنا المطعم وأخذنا نجوب الشوارع من جديد. ثم جاء الوقت حين رجَتْني "أُوريلْيا" أن أوصلها إلى بيتها لأنها لم تأت بسيارتها. وافقتُ توّا على ذلك منشرِحا وأنا أفكر فيما سيحصل وأتوقَّع ما سيكون. ضغطتُ على دواسة البنزين وكأن الشخص الثالث لا يزال يطاردنا. وصلْنا وحصل ما توقَّعتُه: دعتْني صاحبتي إلى بيتها لشرب شيء ما. وافقتُ دون تردُّد، وشربنا شيئا ما... ثمّ شيئا ما آخر... وآخَر... وأذِنَ رضوانُ بالدخول! دخلْتُ ورأيتُ ما رأيت، صُلتُ وجلتُ وعرفتُ كل شيء. وانتهى كلُّ شيء لمّا نِلتُ بُغيتي وكان أمرُ الله مَقضيّا. حينذاك دخل الشخص الثالث الذي "توهَّمْتُ" أنه كان يقتفي أثرنا. لعلَّه كان يراقبنا في الخفاء منذ البداية. كان وجها أليفا لدَيّ محبَّبا إلى قلبي: إنّها "لطيفة"! انعكسَتْ صورتُها تدريجيا في فضاء الغرفة وهي تنظر إليّ غاضبةً وشفتاها تتحركان بعصبية ودون صوت. غيْر أنني في داخلي سمعتُها تقول: "أيها الخائن! أكرهك... أكرهك. سأطلب الطلاق". ارتعدتْ فرائصي. لَمْلمْتُ حوائجي وأطرافي وهرولْتُ بعيدا بينما كان صوت "أُوريلْيا" يلاحقني: "مُحمّد! ما بك؟ ماذا أصابك؟".
ألَحَّت:
- مُحمّد! قُم! هيّا بنا نخرج، لقد انتهى الشريط ولم يبق سوانا في القاعة!
انتفضْتُ في مكاني متلعثما:
- أيُّ شريط؟ أيةُ قاعة؟
جذبتْني من ذراعي وهي تضحك وتقول:
- لعلك اندمجتَ كليّاً في شخصية من شخصيات الفيلم. هيّا، تعال بنا نخرج من هنا لاستنشاق الهواء.
في الخارج كانت تسألني عن رأيي وملاحظاتي حول ما رأيتُ وشاهدت. كنت عاجزا تماما عن الإجابة. لذلك بتُّ أضرب أخماس في أسداس حتى ضحكَتْ واقترحَتْ أن نناقش موضوع الفيلم فيما بعد. قالت:
- أنا الآن رهن إشارتك. قُدْني إلى أيِّ مطعمٍ تشاء.
أصابني حرج وارتباك قبْل أن يأتيني الفرج من عند الله فقلت:
- لقد عشتُ معك كامل سهرتي. أشكرك على ذلك.
نظرت إليّ باستغراب وتساءلت:
- ماذا تقول؟ كيف لك أن تسبق الزمن؟ إنّ سهرتنا لم تنته بعد!
- صحيح، ولكنني أحس بألم في أُذني اليمنى. يجب أن أعود إلى البيت حالاً لتناوُل الدواء. أعذُريني.
علَت وجهَها أسارير فرحةٍ مفاجئة ثم قالت وكأنها وجدت حلاًّ للمعضلة:
- طيِّب. ليذهب طعام الكُسْكُس إلى الجحيم. أنا بدون سيّارة، أوصِلْني إلى بيتي وسأُناولك ما يلزم من المهدئات. سأقوم بتطبيبِك كمُمرِّضة حقيقية. سوف ترى، هيّا. عندي كل شيء، لقد عانيتُ من نفس الألم و...هه... هه... ستكون مناسَبَة أيضا لتتعرَّف على كلبي "لُولُو". ما رأيك؟
- لا يا عزيزتي. سامحيني. لا يمكن أن آخذ أدوية خارج وصفة الطبيب. ثم إنني أيضا بدون سيارة. لقد أتيت عبر المِيتْرو. بلِّغي تحياتي إلى "لُولُو".
قالت يائسة وقد تجهَّم وجهها:
- حسناً يا مُحمّد، ولكنْ اتصلْ بي عن طريق الهاتف لكي أطمئنّ عليك.
افترقنا وسار كل واحد منا في الاتجاه المعاكس. أسرعتُ الخطوات متجها نحو سيارتي وطِرتُ إلى البيت. كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلا. كنت أفكِّر في "لطيفة" مع شعور كبير بالذنب، رغم أنني لم أخنها إلا في الخيال. وكنت أفكر أيضا في كيفية محو هذا الشعور بالذنب. خلال نفس المسافة فكرتُ بأنني منذ أمَد قصَّرتُ في حق زوجتي، لذلك قررتُ أن أحتضنها تلك الليلة، أن أعتنيَ بها وأن أدعوها -إن شاءت- إلى قضاء ما تبقَّى من السهرة خارج البيت قصْد الترويح عن النفس وبتِّ أنفاس جديدة في حياتنا الزوجية و... وخاب أملي حين وجدْت البيت مظلما هادئاً لا حركة فيه. لم يكن لي علم بالمكان الذي يمكن أن توجد فيه "لطيفة". غير أن اختلافَها على بيت أهلها خلال الأيام الأخيرة دفعني إلى الاعتقاد أنها قامت بزيارتهم مرة أخرى لسبب أو لآخر. وأنا أترقب عودتها بين لحظة وأخرى كنت في نفس الوقت أفكر في برنامج يجمعنا معاً في نهار الغد حيث ننسى التعب اليومي والروتين الثقيل. وأنا في خضم الانتظار والتفكير غير المرَكَّز انتشلني رنين الهاتف فجأة. انشرحتْ أساريري وأنا أفكر في "لطيفة".
- آلو! مُحمَّد؟
- نعم، "لطيفة"؟
سمعتُ ضحكة متحسِّرة وصوتاً شبهَ أليف يقول:
- لا، لستُ "لطيفة". خمِّن من أكون!
وما كدتُ أُجيب وأنا أبحث عن الكلمات مرتبكا حتى أُغلِقت السمّاعة في الطرف الآخر بعنف شديد أحدَث طنينا متواصلا في أُذني اليمنى.
"يا لَك من غبيٍّ يا مُحمّد! غاب عنك أن رقم هاتفك موجود في لائحة المنخرطين"، هكذا قلتُ في نفسي وأنا أفكر في "أُوريلْيا" وفي صوتها الذي كان مغمورا بالحسرة والخيبة على الطرف الآخَر من الخط. ولكن ماذا أصابها حتى نقَّبتْ هكذا في دليل الهاتف؟ أهُو الشك؟ الفضول؟ الـ...؟
لم أكن أدري. ولم أكن أعرف بأي وجهٍ سأقابلها بعد الإجازة في "دار الجميع".
فكرت فيها طويلا في حماقتي وأنا أنتظر زوجتي الغائبة. كانت الساعة تشير إلى دقائق طويلة بعد العاشرة ليلا حين رَنَّ جرس الهاتف من جديد. قلت في نفسي: "إنها "أُوريليا". ستطلب مني تفسيرا لسلوكي و... لأنّ ذلك من حقِّها و..."، واتجهتُ برباطة جأش نحو الهاتف كي أردَّ عليها بعد أن فكَّرت جيدا فيما سأقول.
- نعَم، "أُوريلْيا"؟
سمعتُ ضحكاً تلاه الجواب:
- لا يا مُحمّد. أنا "زينَب". مَن تكون "أُوريلْيا" هذه؟
تلعثمْتُ وقد لطمتْني المفاجأة:
- لا، لا شيء. إنها زميلتي في الشغل... كيف حالكِ أنتِ؟ هل ذهبتْ عنكِ الحمَّى؟
تساءلتْ باستغراب:
- الحمّى؟ أبْعَد اللهُ الشر. أية حمّى؟
- هل أنتِ بخير؟
- نعم، لماذا؟ ما بك يا مُحمّد؟
سادت لحظة صمت. أحسستُ بالدم يغلي في رأسي. سمعتُ صوت "زينَب" يصلني عبْر الطنين الصاخب في أُذنَيّ:
- هل أختي "لطيفة" هناك؟
التقطتُ أنفاسي وقلتُ في نفسي إنَّ الغائبَ حجتُه معه ثم أجبتُ:
- نعم يا "زينب". ولكنها نائمة. لقد أصابتها بعض الحُمّى ولا أجرؤ على إزعاجها. اتصلي فيما بعد.
- حسناً. إليكَ وإليها تحياتي. قوما بزيارتنا، لقد طال غيابكما عنا. إلى اللقاء.
إلى...
اللقاء...
والتقينا.
كانت الساعة قد فاقت الحادية عشرة والنصف. سمعتُ صوت المفتاح يتحرك في قفل الباب. لما رأتني "لطيفة" اكفهَرَّ وجهها رغما عنها. شحُبت وهي تنظر إليّ باستغراب ثم سألتْني مندهشة:
- ظننتُك ستعود متأخرا هذه الليلة كما قلت!
حركتُ رأسي كمن يعتذر قبل أن أسألها:
- وأنت...؟
- أنا… أنا كنت في بيت أهلي. ماذا تظن؟ لقد اشتدت الحمّى على أختي "زيْنب" و...
و... و... و... و...
ونِمتُ تلك الليلة في الغرفة الأخرى مع طيف "أُوريلْيا" يحرسنا كلبُها "لُولُو".
ملاحظة: ستصدر ترجمة هذا النص للفرنسية لاحقا في نفس المنبر.
3 commentaires:
كلمة معوقين هي من الاخطاء الشائعة في اللغة العربية و الصواب هو معاقين ثم هناك ملاحضة اخرى كيف ان الشريط حاز عتى جائزة كان في مجال الكوميذيا ثم تتحذث عن مشهذ كاذ يسقط اوريليا من مكانها من شذة الرعب
مرحبا بك،
ماذا لو قارنت بين فعلي "عوَّقَ" و"أعاق" لمعرفة اسم المفعول لكل منهما؟ ومع ذلك أفضل كلمة "معاقين" وسأعمل على استبدالها (لا تصحيحها) في النص. لقد سهوت عن ذلك والفضل يرجع لك.
بالنسبة لـ"مشهد الرعب" ألا يحدث أحيانا أن تحتوي أفلام كوميدية على مشاهد "مخيفة" أو تبدو كذلك لبعض المشاهدين، كل حسب مستواه وإحساسه ورهافة مشاعره كما هو الشأن بالنسبة لأوريليا؟ ثم إنك أنت نفسك تتحدث عن مشهد فقط،، فالأمر لا يتعلق بالشريط كله!
ذكرتني بأيام زمان (البدايات ومراهقة الكتابة) حينما كان البعض منا لا يرى في الكأس التي يقدمها له الآخر إلا النصف الفارغ...
أؤكد لك أنني لست معصوما من الخطأ وذلك من حسن حظي.
مرحبا بك متى تشاء فالبيت بيتك (ولكن ما تجيش لابس ليا السلهام!).
تحياتي.
Elipse
Continue.
Enregistrer un commentaire