6 févr. 2010

قنطرة للعبور



*****
نص للصديق الشاعر توفيقي بلعيد.


****



وأنا ذاهبٌ نحو مقصلة

استوقفني وردٌ

وجند خالف الأوامر

وود امرأة انتظرتْ عبوري طويلا

وبعض أناشيد في الطريق...

استوقفتني ذكرياتٌ

وراياتٌ مزقتها المعارك

وعيون أطفال ما تمدرسوا إلا قليلا...

واستوقفتني بشواهدها قبور الذاهبين بعدي...


مرت وجوه نسيتها

ومدائن في الحريق

مرت أشياء تستعصي على النطق

وكمائن المتربصين بالوقت...

تذكرتُ كم مرة أخطأني الموتُ

وكم مرة عاودتُ

وكم مرة عُدتُ من نفس الطريق

تذكرت الأقبية التي، ما مرة، استضافتني

تذكرت...

تذكرت...


كنت أجر خلفي أعواما مسكونة بالعويل

وشوارعَ كنت، مع الأحباب، قد عبرتها

وصداقات كقبض الريح

وما لم تحققه الكلمات

كنت أجر خلفي دربا، من العابرين، لن يستريح...


وأنا ذاهب نحو مقصلة

اكتشفت أنني لا أسير إليها وحدي

كان خلفي، إلى حتفه مجرورا، جلادي

كانت بلادي واقفة تودعني

فابتسمتُ...


********

من مجموعته "منعطفات سائبة"، انظر الغلاف.

انظر ترجمة هذا النص في الورقة التالية.

Aucun commentaire: